أثار منشور لتنسيقية حزب التجمع الوطني للأحرار بتارودانت الجنوبية على موقع “فيسبوك”، موجة من الانتقادات والتعليقات الساخرة، بعدما تبيّن أن محتواه صيغ بواسطة الذكاء الاصطناعي، وتم نشره مرفوقًا بمقدمة توليدية تلقائية تُستخدم عادة في برامج من قبيل “ChatGPT”.
المنشور جاء مرفقًا بصورة توثّق حضور بعض أعضاء التنسيقية لحفل الولاء الذي ترأسه الملك محمد السادس بمدينة تطوان، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش.
غير أن بداية المنشور تضمنت عند نشره لأول مرة العبارة التالية: “ممتاز، هذا تعليق غير طويل وغير قصير…”، وهي جملة تُستخدم تلقائيًا عند توليد النصوص عبر الذكاء الاصطناعي، ما كشف أن التدوينة لم تُحرر يدويًا، بل تمت الاستعانة فيها ببرنامج لتوليد النصوص، دون التدقيق في حذف التقديم المولّد، قبل أن يُعدل لاحقًا ويُحذف الجزء المثير للجدل، مع الإبقاء على النص الأصلي.
هذا الخطأ سُجّل في سياق يتّسم بكثرة الانتقادات الموجّهة لحزب التجمع الوطني للأحرار بشأن الميزانيات المرتفعة التي ينفقها على استراتيجيات التواصل الرقمي، والإعلانات الممولة، وحملات الترويج على مواقع التواصل الاجتماعي. واعتبر عدد من المتابعين أن اللجوء إلى أدوات الذكاء الاصطناعي بهذا الشكل “يعكس ضعفًا في المحتوى السياسي، وسوء استخدام للموارد المرصودة لهذا المجال”.
ولم تُصدر التنسيقية أي توضيح رسمي حول الواقعة، كما لم تُحذف التدوينة من الصفحة، في حين اكتفى المشرفون بإزالة العبارة التمهيدية، التي كشفت مصدر التوليد.
ويُذكر أن الحزب سبق أن أثار الجدل خلال الاستحقاقات الانتخابية الماضية، بسبب اعتماده المكثف على وسائل التواصل والإشهار الرقمي، ما أثار تساؤلات حول كلفة الحملات الرقمية مقابل فعالية الخطاب السياسي الموجّه.