لا يمكن أن يمرّ المعرض الدولي للنشر والكتاب، دون أن تعلن لجنة المراقبة التي تكوّنها مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات بقطاع الثقافة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، منعها كتابا من العرض، وسحبها آخرا بعد “تسلله” في غفلة منها.
فبعد مصادرتها خلال الدورة السابقة (2020) للمعرض الدولي للنشر والكتاب كتاب “صحيح البخاري.. نهاية أسطورة” لصاحبه رشيد أيلال، قررت تزامنا مع افتتاح دورة هذا العام، التي يرافق ميزانية تنظيمها الكثير من الجدل، منع حفل توقيع رواية “مذكرات مثلية”، لصاحبتها فاطمة الزهراء أمزكار. وفي سابقة من نوعها، اتهمت دار النشر “أكورا للنشر التوزيع” التي صدرت عنها، بإدخالها سرا إلى رواقها.
قراءٌ كثر، قالوا إن وزارة الشباب والثقافة والاتصال التي تنظم المعرض، قدّمت خدمة كبيرة لرواية “مذكرات مثلية” بمنعها. فبحسبهم سوّقتها بشكل كبير، ومنحت صاحبتها شهرة كبيرة، وحصلت روايتها على حملة دعائية مجانية، وبذلك أصبحت أكثر الكتب التي يبحث عنها زائرو المعرض.
جريدة “أمَزان24″، حاورت فاطمة الزهراء أمزكار كاتبة رواية “مذكرات مثلية”. وفي دردشتها معها، أكدت أن من حق الوزارة المراقبة، لكن ليس من حقها تغليط الرأي العام.
+ بداية من هي فاطمة الزهراء أمزكار؟
اسمي فاطمة الزهراء أمزكار، سني 25 سنة، وأشتغل أستاذة في التعليم الثانوي التأهيلي.
+ أثارت روايتك “مذكرات مثلية” جدلا كبيرا. فهل أنت مثلية؟
في الحقيقة أتحفظ عن الجواب عن هذا السؤال، لأنني أرى أن لا دخل للناس فيما أفعله في سريري.
+ طيب، وكيف جاءت فكرة كتابة رواية “مذكرات مثلية”؟
فكرة الكتاب جاءت بعد دراسات ميدانية وتمحيص ولقاءات مع مختلف فئات مجتمع الميم، وجاء كرغبة في معالجة الظاهرة وتقريب القارئ المغاير من المثلية وتصحيح تمثلاته عنها.
+ روايتك “مذكرات مثلية” تصنف ضمن الطابوهات، هل كنت تتوقعين أنها ستمنع في معرض الكتاب؟
في الحقيقة لم أتوقع أن يتم منعها في المعرض الدولي للنشر والكتاب، لأنه مناسبة تُعرض فيه كتب أكثر جرأة، نأخذ على سبيل المثال: دواوين أبي نواس وأبي حكيمة وغيرهما.
+ قلت سابقا إنك تلقيت تهديدات. ممن؟ وما مضمون هذه التهديدات وما الجدوى منها؟
تلقيت تهديدات من طرف مجهولين يظنون أنهم يدافعون عن الدين، وجاءت جميعها في منحى أنني كافرة وأستحق القتل. وكانت بعض التهديدات تخيرني بين القتل أو سحب الكتاب.
+ وهل روايتك دعوة مبطنة للمثلية الجنسية أم أنها لا تعدو أن تكون معالجة للظاهرة؟
الرواية تعالج الظاهرة، وتسرد قصة للعبرة، كما يسرد القرآن قصة قوم لوط.
+ في عنوان روايتك نوع من الاستفزاز لذهنية القارئ، هل كان ذلك متعمدا أم كان مجرد خاطرة طارئة؟
الاستفزاز كان متعمدا، ولكي يعرف القارئ محتوى ما سيقتنيه.
+ سبق لدار النشر الصادرة عنها الرواية أن قالت في مواقع التواصل الاجتماعي ما معناه أن الوزارة الوصية لم تقم سوى بدورها بعد ضغط عليها، فهل توافقين على ذلك أم تعتبرين أن الموقف الذي اتخذته الوزارة الوصية بمثابة رقابة على على الحق حرية الإبداع؟
في الحقيقة موقف الوزارة مازال ضبابيا بالنسبة إلي. من حق الوزارة المراقَبة، لكن ليس من حقها تغليط الرأي العام بتصريحاتها التي تقول إن الكتاب خل المعرض سرا. فهو ليس موادا ممنوعة سيتم إدخالها. أظن أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل، خشيت من الانفلات الذي قد يحدث عند حفل التوقيع خصوصا بعد صدور أصوات تنادي بمنعها، وذلك، أراه حجرا على الكاتب. فنحن لا نريد في المغرب كُتابا يكتبون بحذر.
+ برأيك، هل اتخذت وزارة الشباب والثقافة والتواصل موقفا سلبيا من الرواية حين اكتفت بسحبها من المعرض الدولي للكتاب خاضعة بذلك لضغوط شريحة معينة؟
موقف الوزارة ليس له أي تبرير. فإذا كانت شريحة رفضت الكتاب، فهناك شريحة أخرى تريده، وصدّقني، منذ إعلان خبر المنع أتلقى يوميا عشرات الرسائل من قراء يرغبون اقتناء الرواية للاطلاع عليها.
+ هل تفكرين في ترجمة روايتك لتصل إلى قراء العالم؟
أرجو أن تترجم الرواية ليعلم العالم حجم ما يعانيه المثليون.
+ لمن تقرئين؟ وبأي رواية تأثرتِ؟
أقرأ كثيرا لمحمد شكري وفاطمة المرنيسي. في الحقيقة لا توجد كتب كثيرة أثرت في، لكن أحب كتاب مذكراتي في سجن النساء قرأته أكثر من مرة.
طالع أيضا: أمراء القصر يقاطعون معرض الكتاب وصفقته تثير جدلا
واقرأ أيضا: سابقة.. المجانية لعارضي الكتب ودخول العموم بالأداء!