العثماني يصرف 320 مليون على جمع التعاضدية بالحسيمة
تلاعبات في أموال المنخرطين والمرضى و”نفخ” في الفواتير
يستمر إبراهيم العثماني، رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، في هدر أموال المنخرطين والمرضى على الجموع العامة، آخر ذلك، تبديده أزيد من 320 مليون سنتيم على الجمع العام الأخير المنعقد بمدينة الحسيمة.
وبحسب الوثائق التي تتوفر عليها جريدة “أمَزان24″، فإن العثماني، الذي يحاول إقناع أعضاء المجلس الإداري والمناديب أنه حريص على أموال المنخرطين، صرفَ في ظرف ثلاثة أيام، ثلاثة ملايين و207 ألف و372 درهم على الجمع العام الأخير المنعقد بالحسيمة بين 27 و29 ماي الماضي، الذي عُهد تنظيمه إلى شركة “ATHMOSFEERIC” التي يوجد مقرها في حي الرياض بالرباط.
وبحسب الوثائق نفسها، يتضح أن الأثمان التي أدتها التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية للشركة المحظوظة “منفوخة”، منها ثمن المبيت ليلة واحدة في غرفة بفندق مصنف من خمس نجوم الذي وصل 4050 درهم، في الوقت الذي يمكن لأي شخص حجز غرفة في الفندق نفسه بـ 2784 درهم لليلة الواحدة من الأنترنيت، علما أن الفنادق تمنح عروضا خاصة للمؤسسات التي تحجز عددا كبيرا من الغرف أو تحجز عدد ليالي مبيت أكبر وتخفض ثمنها، بالإضافة إلى “النفخ” في ثمن كراء القاعات وحفلات الشاي ومصاريف الطبع وغيرها.
وأدت التعاضدية يوم 27 ماي الماضي مجموع المبيت في 250 غرفة بمليون و12 ألف و500 درهم، بالإضافة إلى حفل شاي كلف 110 آلاف درهم لفائدة 500 شخص، أي أن تكلفة الشخص الواحد بلغت 220 درهم. وبالإضافة إلى ذلك، أدى العثماني من أموال التعاضدية، 50 ألف درهم ثمن كراء خمس قاعات اجتماعات “VIP”، وقاعة أخرى للاجتماعات تتسع لـ 500 شخص ليوم واحد بمبلغ 85 ألف درهم.
وصرف العثماني يوم 28 ماي الماضي، أي اليوم الثاني من الجمع العام، مليون و12 ألف و500 درهم على غرف الفندق والمشروبات، إلا أنه في اليوم نفسه وعكس اليوم السابق، صرف ضعف المبلغ على حفل الشاي، إذ استقبل في اليوم الأول بحسب الوثائق 500 شخص فقط، فيما استقبل في اليوم الثاني من الجمع العام 1000 شخص، لترتفع الفاتورة من 110 آلاف درهم إلى 220 آلاف درهم. كما أدى كذلك مصاريف كراء خمس قاعات بـ 50 ألف درهم، وقاعة أخرى للاجتماعات تتسع لـ 500 شخص ليوم واحد بمبلغ 85 ألف درهم.
ولم يكتف العثماني بذلك، بل أدى 9900 درهم لـ 18 مضيفة، أي 550 درهم لكل واحدة، فيما بلغ ثمن لوحات إشهارية 3 آلاف درهم، و2160 درهم للوحات عازلة، وصرف على “البادجات” 14 ألف درهم، و6 آلاف درهم لتزيين خلفية المنصة بلافتة عادية. وصرف على معدات الصوت والطبع 35 ألف درهم، أما المحفظات والأقلام والمذكرات الموزعة على الحاضرين، فكلفت 147 ألف درهم. وتنضاف إلى هذه المصاريف، التي ليست إلا اقتطاعات الموظفين والمرضى والأرامل والمتقاعدين والمسنين، تعويضاتُ التنقل بالنسبة إلى أعضاء المجلس الإداري والمناديب والموظفين بحسب عدد الكيلومترات المقطوعة، ويرغب في تكرار السيناريو نفسه في الجمع العام المقبل، الذي يعتزم عقده في الداخلة.
ورغم الانتقادات التي طالت الرؤساء السابقين للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، بسبب الاختلالات التي يشتبه تورطوهم فيها، وقادتهم إلى المحاكمة أمام قسم جرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالرباط، يعيد رئيسها الحالي، إبراهيم العثماني، السير على الخطى نفسها، ما يفرض تدخل “أكابس” بشكل مستعجل.