تقرير رسمي يكشف تفوق الإناث على الذكور في اللغات والعلوم
أكد المجلس الأعلى للتربية والتعليم، أن المدرسة المغربية نجحت في قطع أشواط أساسية في مسار دمقرطة التعليم، لكنها لم تستطع تحقيق التقدم ذاته في جودة التعلمات، إذ اعتبر أن جزء مهم من التلامذة لا يتحكم في الكفايات الضرورية التي تمكنهم من النجاح على المستويين الشخصي والمهني، وينضاف إلى ذلك، التفاوت في الأداء بين التلامذة.
ودعا المجلس في تقرير حول “المساواة بين الجنسين في ومن خلال المنظومة التربوية” اطلعت عليه صحيفة “أمزان24″، إلى ضرورة تقليص اللامساواة لأنها تشكل شرطا ضروريا لبلوغ تعليم ذي جودة للجميع.
وفي تحليله للتفاوتات في الأداء المدرسي القائمة على النوع الاجتماعي، قال التقرير إن الفكرة التي تقول إن التلاميذ أفضل في الرياضيات والعلوم، بينما التلميذات أفضل في اللغات، هي صورة نمطية جد شائعة، لأنه يتم الترويج لهذه الفكرة في صفوف الأطفال منذ صغرهم، عبر الأسرة والمدرسة والموارد التعليمية، ووسائل الإعلام، والثقافة المجتمعية، وهو ما يخلف أثرا أكيدا على مواقفهم وأدائهم الدراسي وكذلك خياراتهم على مستوى التوجيه.
وكشف التقرير أن نتائج التلامذة في المغرب، توضح أن أداء التلميذات أفضل من أداء التلاميذ في مجال اللغات.
ولفت التقرير أن هذا التفوق اللغوي للفتيات يعود إلى عدة عوامل، منها مواقفهن الإيجابية تجاه القراءة، حيث أن 68% من الفتيات يعتبرن القراءة هوايتهن المفضلة مقارنة بـ54% من الفتيان.
كما أن 10% من الفتيات يكرسن أكثر من ساعتين يوميًا للقراءة من أجل المتعة، مقابل 5% فقط من الفتيان؛ حيث يُعتبر حب القراءة عاملاً هاما في تطوير المهارات اللغوية، مما يسعف في تحسين تحصيل الفتيات بشكل عام.
ورغم تفوق الفتيات في اللغات، تظهر النتائج وجود اختلافات طفيفة بين الجنسين في هذه المجالات، مع عدم وجود توافق كامل في الدراسات البحثية التي تُعالج هذه العلاقة.
ففي حين تُظهر بعض الدراسات عدم وجود تباينات ملحوظة، تُظهر أخرى تفوقًا طفيفًا للذكور في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM).
في حين، لا تزال الفتيات أقل تمثيلاً في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وهو ما يفسره التقرير بالصورة النمطية التي تحصر هذه المجالات في الذكور.
وأوضح التقرير أن الفتيات يظهرن أداءً جيدًا في العلوم والهندسة، مع تزايد انخراطهن في هذه التخصصات خلال السنوات الأخيرة.
وعلى مستوى التعليم العالي، كشف التقرير عن تفوق تدريجي للفتيات على الذكور من حيث عدد المسجلين في الجامعات المغربية.
وأبرز أن نسبة الفتيات اللواتي يلتحقن بالجامعات في تزايد مستمر، حيث ارتفع عدد الطالبات الجدد بنسبة 60% بين عامي 2017 و2022، مقارنة بزيادة بلغت 28% فقط ، ويظهر هذا التفوق على مختلف أنواع الجامعات، سواء ذات الاستقطاب المفتوح أو المحدود.
هذا النمو المتزايد في أعداد الطالبات يؤدي إلى تقليص الفجوة بين الجنسين على مستوى التعليم الجامعي، إذ بلغ مؤشر المناصفة بين الجنسين 1.1 في الجامعات المغربية، وهو ما يعني أن عدد الطالبات يفوق عدد الطلاب الذكور.
وأرجع التقرير هذه الزيادة الكبيرة في أعداد الطالبات إلى عدة عوامل، من بينها زيادة الوعي المجتمعي بأهمية التعليم العالي للفتيات، بالإضافة إلى الاستراتيجيات الحكومية التي تهدف إلى تعزيز المساواة بين الجنسين في التعليم.
ومن بين الاستراتيجيات التي تشجع على ذلك، تقديم منح دراسية للفتيات من الأوساط الفقيرة، وتشجيعهن على الالتحاق بتخصصات كانت تقليديًا محصورة على الذكور، مثل الهندسة والعلوم.
ولفت التقرير أن الفتيات يظهرن تفوقا في اللغات وزيادة تدريجية في تمثيلهن في مجالات العلوم والهندسة.
وسلط التقرير الضوء، على التحديات المستمرة المتعلقة بالفجوة بين الجنسين في بعض التخصصات العلمية.