مطالب بوقف هدم مستشفى جامعي لبناء سكن فاخر
طالبت “الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة”، وزارة الصحة والحماية الإجتماعية بالتدخل من أجل إلغاء قرار تدمير مستشفى العياشي بسلا وتعويضه بإنشاء مشروع سياحي أو سكني خاص.
وقال بلاغ الشبكة، إن “عددا كبيرا من المواطنين والمرضى وأسرهم الذين يتابعون علاجاتهم بمستشفى العياشي بسلا، تلقوا باستغراب ودهشة كبيرين القرار القاضي بإخلاء المستشفى وترحيل خدماته وأطره الطبية والتمريضية والإدارية والتقنية إلى مدينة القنيطرة، وذلك في إطار خطة للاستيلاء في ملكية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والمركز الاستشفائي الجامعي للرباط سلا لإقامة “مشروع سياحي”، تشرف عليه وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق، رغم أن هذا الحي يتضمن عدة فيلات وإدارات عمومية فرعية يمكن استغلالها والحفاظ على مستشفى له ارتباط تاريخي بمدينة سلا، ويوجد على بعد أمتار من مسجد ومدرسة وكنيسة لا يمكن المساس بها باعتبارها مكتسبات صحية وتعليمية ودينية للساكنة”.
وأضاف البلاغ، أن مستشفى العياشي يعد اليوم أحد أكبر المستشفيات المتخصصة على المستوى الوطني الذي يوجد بسلا في تشخيص وعلاج أمراض الجهاز الحركي العضلي والهيكلي، وقياس هشاشة العظام والتشوهات الخُلقية والأنسجة العظمية وأمراض الروماتزم و العظام والمفاصل والعمود الفقري والإعاقة الجسدية خاصة لدى المسنين والنساء المسنات وضحايا حوادث السير وحوادث الشغل والإصابات الناجمة عن الألعاب الرياضية التي تؤدي الى الكسور والتشوهات والألم المزمن، ويوفر العلاج الدوائي والعلاج الموضوعي والطبيعي والفيزيائي أو الجراحي والترويض الطبي والطبيعي وإعادة التأهيل الوظيفي، هذا فضلا عن تكوين أطباء وممرضين مختصين، بعد إدماجه ضمن المستشفيات العشر المكونة للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، حيث ساهم في علاج ملايين من المصابين منذ تأسيسه.
كما ساهم في تكوين عدد كبير من الاختصاصيين في علاج أمراض الجهاز العضلي والهيكلي وفي مجال الترويض الطبي والطبيعي والفيزيائي، وهو مرجع، خاصةً في تدريب أطباء والممرضين في الروماتيزم وجراحة العظام والترويض ويضم أكبر ورشة لصناعة الأطراف الاصطناعية لتقويم العظام والتي تعد مرجعًا على المستوى الوطني في تصنيع الأطراف الاصطناعية وتقويم العظام، وقد تم تمويل بناء وتجهيز ورشة جديدة لتصنيع الأطراف الاصطناعية في سبتمبر 2024 بغلاف مالي مهم.
وأشار البلاغ، أن مستشفى العياشي عرف تطورات على مستوى توسيع مؤهلاته العلاجية وتحديث المنصة الطبية والتقنية بأحدث التجهيزات التكنولوجيا الطبية والرفع من الطاقة الإيوائية للاستشفاء والعلاج وتوسيع وحدات العلاجات الخارجية وتجهيزها قسم للأشعة ووحدة قياس هشاشة العظام وخدمات إعادة التأهيل الوظيفي ، وطاولات للعلاج الطبيعي ويشغل عددا كبيرا من الأطباء والممرضين المختصين والأطر الإدارية والتقنية لتقديم رعاية طبية وتمريضية متكاملة بمهنية عالية تساهم في استعادة وتحسين صحة المرضى بعد الإصابات أو أمراض الجهاز العضلي والهيكلي والتهاب المفاصل والتهاب المفاصل الروماتويدي أو هشاشة العظام والتصلب اللويحي وألم الظهر .
ومضى البلاغ قائلا “فنظرا للدور الهام والطلائعي لمستشفى العياشي الذي يقدم مجموعة متنوعة من الخدمات الرعاية الصحية للوافدين عليه من مختلف جهات المملكة فلا يمكن تدمير اكبر مستشفى وطني مرجعي في مجال أمراض الجهاز العضلي والهيكلي ونقله الى مدينة القنيطرة، ضدا على حقوق العاملين بالمستشفى العمود الفقري للرعاية الصحية وحقوق المرضى الذين سيصطدمون بمعاناة إضافية على عجزهم وآلامهم المزمنة خاصة الأشخاص المرضى المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الإعاقة الذين يتابعون برتوكول علاجي وتأهيلي بالمستشفى الوحيد المتخصص بالمغرب علاوة على ما سيسببه هذا القرار من توقيف الدراسة والتداريب السريرية للطلبة الأطباء والممرضين الذين يتلقون التكوين في مجال أمراض الروماتيزم والمفاصل والعظام والاعاقة وعلاجات الترويض الطبي”.
ودعا البلاغ إلى “توقيف هذا القرار الهادف الى ضرب مكتسب وطني هام على مستوى علاجات أمراض الجهاز العضلي والهيكلي خاصة أن المغرب يعرف انتشار أمراض الجهاز العضلي الهيكلي آخذ في الازدياد، مما يؤدي إلى التقاعد المبكر من العمل، وانخفاض مستويات العافية البدنية، وانخفاض المشاركة المجتمعية”.
وذكر بلاغ الشبكة، أن مستشفى العياشي يحمل اسم المجاهد والعلامة محمد العياشي المالكي الزياني الملقب “بقديس سلا ” الذي ولد سنة 1563 م وتوفي سنة 1641 م ودفن بسلا، و يقع في حي الرمل بمقاطعة المريسة، تم تشييده سنة 1961، كأول مستشفى عمومي وطني متخصص لعلاج وتأهيل ضحايا كارثة تسمم جماعي بالزيوت الغدائية المسمومة مصدرها زيوت تشحيم طائرات حربية سنة 1959 والتي أدى استهلاكها إلى إصابة ما يقارب 20 ألف منهم من توفي ومنهم من أُصيب بأمراض مزمنة، شلل وإعاقات وعاهات مستديمة، ينتقلون إلى مستشفى العياشي من عدة مدن خاصة مدن مكناس سيدي قاسم وسيدي سليمان والخميسات فاس وتازة، وهي مأساة إنسانية ما زال ضحاياها يعانون إلى اليوم من تبعات جشع الباحثين عن الثراء السريع، ولازال الألاف ضحايا هذه الكارثة يواجهون مصيرهم في معاناة وألام ، ويواصلون علاجهم وتأهيلهم البدني في مستشفى العياشي وينتقلون اليه عبر وسائلهم الخاصة رغم التعويضات الهزيلة التي يتلقونها من الدولة