Warning: call_user_func_array() expects parameter 1 to be a valid callback, function 'coliseum_easy_horst_heating' not found or invalid function name in /home/amazkpry/public_html/wp-includes/class-wp-hook.php on line 308

مشاركون يركزون على أهمية الدين في حياة المجتمع بالرباط

 أكد سعيد شبار، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، أن “اقتناع العلماء بأنه بقدر ما يتحقق التبليغ المسدد ويتم التعامل مع تقويم التدين الأخلاقي بمجهود الجميع، بقدر ما ستخف الكلفة المادية والنفسية على الأفراد والجماعات وعلى الدولة”، مشيرا إلى اقتناع العلماء بأن “النجاح التدريجي لهذا التعاون من شأنه أن يبني نموذجًا تتوفر شروطه السياسية والمعنوية في المملكة المغربية”.

جاء ذلك أمس (الأحد) خلال مشاركته في لقاء تواصلي نظمه المجلس العلمي الأعلى بمقره، لمناقشة مشروع خطة “تسديد التبليغ”، بحضور نخبة من العلماء والخبراء في مجال التنمية.

واعتبر شبار أن هذا اللقاء “تجربة أولى لاستماع العلماء للخبراء، وهم يتحدثون من منطلق السؤال المطروح عليهم حول دورهم في التبليغ، لذلك فإن العلماء بعد الاستماع والنظر المتفحص في الأفكار سيقترحون الكيفيات التي يمكن أن يستمر بها هذا الحوار غير المسبوق”.

وأبرز شبار حرص العلماء على “استحضار الإقناع بأن المقصود سواء من التبليغ أو الحوار مع الأطراف الأخرى هو الآثار العملية المحسوسة وليس المجادلات النظرية مهما كان نوعها، ولذلك حرص المجلس على حضور فعاليات إعلامية للشهود على هذا القصد المشترك، لا للتعليق على ما يمكن أن يكون قد عبر عنه هذا المتدخل أو ذاك، لأن هؤلاء المتدخلين تحلوا بشجاعة كبرى للكلام في سياق غير مألوف، وأعانهم في ذلك حسن ظنهم بالعلماء ورغبتهم في تشجيعهم”.

وشدد على أن “التبليغ المسدد يكون من الآن فصاعدًا في الميدان، وانطلاقًا من المساجد، وبتدخل المبلغين في مختلف الفضاءات التربوية والاجتماعية عبر خطب الجمعة، والوعظ والإرشاد، والتواصل المباشر، والإعلام المسموع والمرئي والرقمي الذي تشرف عليه المجالس العلمية المحلية بتأطير العلماء والعالمات، والمرشدين والمرشدات، والوعاظ والواعظات، والأئمة”.

من جانبه، سلط  خالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية السابق، سلط فيها الضوء على دور الوازع الديني في تحقيق التنمية، مشيرًا إلى أن الصحة تشكل إحدى الركائز الأساسية لتحقيق التنمية البشرية والاجتماعية.

وأكد خالد آيت الطالب أن الصحة نعمة عظيمة وهبة من الله تعالى، وأحد المقاصد الشرعية التي أمر الإسلام بحفظها إلى جانب الدين والعقل والمال والعرض، موضحا أن الحفاظ على الصحة ليس مجرد ضرورة فردية، بل مسؤولية جماعية يجب أن تتضافر الجهود لحمايتها وتعزيزها، من خلال السياسات الصحية الفعالة، والتوجيه الديني الذي يشجع على السلوكيات الصحية السليمة. 

وأشار أيت الطالب أن الإسلام قدم منهجًا متكاملًا للوقاية الصحية، من خلال الدعوة إلى الطهارة والنظافة، والاعتدال في الأكل والشرب، والابتعاد عن المحرمات الضارة كالمخدرات والخمر، إلى جانب التأكيد على دور العبادات كالصوم والصلاة في تحقيق التوازن الصحي والنفسي، مستشهدا بحديث النبي ﷺ: “تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء”، مؤكدًا أن الإسلام يدعو إلى البحث عن العلاج والوقاية، ويحث على اتخاذ التدابير الصحية التي تضمن سلامة الأفراد والمجتمع.

و أبرز خالد آيت الطالب أن التنمية الحقيقية لا تتحقق إلا من خلال بناء أفراد أصحاء قادرين على المساهمة بفعالية في المجتمع، مبرزا أن الصحة ليست مجرد غياب المرض، بل هي حالة من السلامة الجسدية، النفسية، والاجتماعية، وفق تعريف منظمة الصحة العالمية، وهو مفهوم يتماشى تمامًا مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي تجعل من الحفاظ على النفس والجسد أولوية قصوى.

وأشار إلى أن الدراسات العلمية الحديثة أثبتت أن الوقاية الصحية تلعب دورًا أساسيًا في تقليل نسب الإصابة بالأمراض المزمنة والمعدية، مستعرضًا أرقامًا وإحصائيات تؤكد أهمية اتباع نمط حياة صحي، مثل ممارسة النشاط البدني المنتظم، واتباع نظام غذائي متوازن، والابتعاد عن العادات الضارة كالتدخين والإفراط في استهلاك السكر والدهون.

وأوضح خالد آيت الطالب أن الكشف المبكر عن الأمراض مثل السرطان يمكن أن يقلل معدلات الوفيات بنسبة تصل إلى 30%، في حين أن الإقلاع عن التدخين يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب إلى النصف خلال عامين فقط.

وركز آيت الطالب على أهمية الصحة النفسية ودورها في تحقيق التوازن والاستقرار في حياة الإنسان، مشيرًا إلى أن الإيمان القوي والتوجيهات الدينية السليمة تُسهم في تقليل معدلات القلق والاكتئاب، وتُعزز الشعور بالطمأنينة.

في السياق نفسه، ثمن الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بوبكر سبيك، الدور الكبير الذي يلعبه علماء الدين في مكافحة التطرف والإرهاب، خاصة في ظل المخاطر المستجدة.

وشدد سبيك على الدور الكبير الذي ينهض به العلماء في مكافحة التطرف وتحصين الشباب ضد محاولات الاستقطاب والتجنيد التي تنهجها الجماعات الإرهابية من أجل توسيع بنياتها التنظيمية ومضاعفة أتباعها.

وتابع سبيك أن “هذا الجزم نابع من أن الفكر الضال لا يواجه إلا بالفكر القوي، وأن تصحيح مظاهر الغلو والتعصب لا يكون إلا بمنطق تعاليم الدين الصحيحة التي تحض على التسامح والاعتدال الوسطي”.

وأكد الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، الحاجة الملحة والضرورية للعلماء ومساهماتهم في تحصين وحماية المجتمع والأسر المغربية من هذه المخاطر.

وأشار سبيك، إلى الدور الكبير الذي يلعبه الدين في خفض معدلات الجريمة بشكل عام، موضحا أنه “بصريح الوثيقة الدستورية للمملكة يبقى الدين هو المؤطر للأمة في حياتها العامة وهو أول ثابت من بين الثوابت الجامعة للشعب المغربي”، مبرزا أن تبوؤ الدين هذه المكانة الرفيعة في حياة الناس ليست مسألة محصورة على المغرب، كما أنها ليست مرتبطة فقط بالدول التي تدين بالدين الإسلامي.

وتحدث سبيك عن التأثير الذي يعرفه شهر رمضان على مؤشرات الإجرام التي تسجل انخفاضا كبيرا، وذلك رغم أن المخيال الشعبي للمغاربة يتعامل مع الظاهرة الإجرامية بنوع من التهويل تحت مسمى “الترمضينة”، مضيفا أن ذلك يرجع بالأساس إلى طبيعتها الشاذة وغير المقبولة خلال هذا الشهر، وليس بسبب تفاقم أو انتشار الجريمة كما قد يعتقد البعض.

أما الدكتور سعد الدين العثماني، الطبيب النفسي ورئيس الحكومة السابق، فقد دعا إلى ضرورة دمج الحكمة القرآنية مع الأساليب العلاجية الحديثة في معالجة الأمراض النفسية وتعزيز الصحة النفسية.

وشدد العثماني على أهمية تحقيق التوازن بين العلاج النفسي المستند إلى الأساليب العلمية الحديثة، وبين الاستفادة من القيم الروحية التي يوفرها الدين الإسلامي، مستشهداً بالآية الكريمة: “فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”، التي توجب الرجوع إلى المتخصصين في أي مجال بما في ذلك الطب النفسي.

وأضاف أن التطور الكبير الذي شهده الطب النفسي في العقود الأخيرة، جعل من الضروري الاستفادة من مختلف المكونات المعرفية، بما فيها الجوانب الروحية والدينية.

وكشف أن الصحة النفسية لا تقتصر على غياب الأمراض النفسية، بل تشمل ثلاثة مستويات رئيسية: الصحة النفسية الإيجابية، المشاكل النفسية العابرة، والاضطرابات النفسية المزمنة.

وأوضح أن كل مستوى من هذه المستويات يتطلب مقاربة خاصة، مشيراً إلى أن القرآن الكريم يقدم إرشادات تساعد في التعامل مع كل منها.

ففيما يخص الصحة النفسية الإيجابية، أوضح أن الإيمان والتدين يعززان الشعور بالرضا والطمأنينة، مستشهداً بالآية الكريمة: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”، مضيفا أن الالتزام بالقيم الإسلامية مثل الصبر، والشكر، والتسامح، والتعاون، يعزز الشعور بالسعادة النفسية والاستقرار الداخلي.

أما فيما يتعلق بالمشاكل النفسية الناتجة عن ضغوط الحياة مثل القلق والتوتر، فقد أكد على أن اللجوء إلى القرآن الكريم، والتوكل على الله، والاستعانة بالصبر والصلاة، يمكن أن تكون عوامل مساعدة في التخفيف من هذه الضغوط، مستشهدا بقوله تعالى، “يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة، إن الله مع الصابرين”.

وفيما يخص الاضطرابات النفسية، شدد على ضرورة اتباع العلاجات الطبية المتخصصة، وعدم إهمال الحاجة إلى التدخل الطبي والعلاجي عند الضرورة، مشيرا إلى أن الإسلام يشجع على التداوي، مؤكداً أن التدين الصحيح لا يتعارض مع تلقي العلاج النفسي، بل “قد يكون داعماً له، وهو ما تؤكده بعض الدراسات التي تفيد بأن المرضى المتدينين يتمتعون بصبر أعلى وقدرة أفضل على مواجهة المرض”.

وسلط العثماني الضوء على الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه العلماء والوعاظ والمرشدون في تعزيز الصحة النفسية للمجتمع، من خلال نشر تعاليم الإسلام التي تحث على التوازن والاعتدال في الحياة، وتقديم الإرشادات الدينية التي تدعم الصحة النفسية، موضحا أن القرآن الكريم يشجع على الحفاظ على علاقات اجتماعية سليمة، وهو ما تؤكد عليه أيضاً الدراسات النفسية الحديثة التي ترى أن الدعم الاجتماعي يلعب دوراً حاسماً في تعزيز الصحة النفسية.

وأكد على ضرورة تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة حول المرض النفسي، مثل الاعتقاد بأن التدين يحمي بشكل مطلق من الإصابة بالأمراض النفسية، مضيفا،  أن المرض النفسي، شأنه شأن المرض العضوي، قد يصيب أي شخص، بغض النظر عن درجة تدينه.

واستشهد بالحديث النبوي، “ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه”، مؤكداً أن الاكتئاب وغيره من الأمراض النفسية هي جزء من الابتلاءات التي قد يتعرض لها الإنسان.

وأكد على أن التكامل بين التوجيهات القرآنية والمقاربات العلمية الحديثة هو مفتاح تحسين الصحة النفسية للمجتمع، داعياً إلى تعزيز البحث العلمي في هذا المجال، والعمل على تطوير أساليب علاجية تراعي الخصوصيات الثقافية والدينية للمجتمعات الإسلامية.

قد يعجبك أيضا
اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.