اختتام الدورة ال14 من البرنامج التأهيلي “مصالحة”
أسدل الستار على فعاليات الدورة ال14، من البرنامج التأهيلي “مصالحة”، والذي استفاد منه 21 نزيلا محكوما في قضايا التطرف والإرهاب، ليبلغ العدد الإجمالي للمستفيدين من هذا البرنامج منذ انطلاقه إلى 322 نزيلا.
وتعتبر هذه الدورة الثانية التي يتم تنظيمها في إطار “مركز مصالحة” بموجب اتفاقية شراكة وقعها شركاء “برنامج مصالحة” في نونبر 2023، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، بهدف تنفيذ استراتيجيات وبرامج الوقاية من التطرف العنيف، وإعادة تأهيل وإدماج المحكوم عليهم في إطار قضايا التطرف والإرهاب.
ويسعى المركز إلى دعم ومواكبة المستفيدين بعد الافراج عنهم، من خلال صياغة برامج للوقاية من مخاطر السقوط في التطرف، بالاضافة إلى اتخاذ التدابير الممكنة لحماية المحيط الأسري المباشر للمستفيدين من خطر تبني الأفكار المتطرفة.
وخلال هذا الحفل، تم تقديم شريط فيديو يستعرض أهم مراحل الدورة التي امتدت على مدى 4 أشهر ونصف من التكوين والتأهيل الديني والقانوني والحقوقي والسوسيو اقتصادي والنفسي، إذ بلغ عدد ساعات تنفيذ البرنامج 232 ساعة، 183 منها تم تخصيصها للتكوين، فيما كانت 59 ساعة مخصصة للأنشطة الموازية مثل المسرح والرسم والبستنة ودعم القدرات في القراءة والكتابة والحساب.
وحضر فعاليات الحفل المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، محمد صالح التامك، والأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، رئيس مركز مصالحة، أحمد عبادي، ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، آمنة بوعياش، ومنسق مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، عبد الواحد جمالي الإدريسي، وكذا ممثلي الشركاء المؤسساتيين والخبراء والأساتذة المؤطرين لحصص البرنامج.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال المنسق العام لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، إن لقاء اليوم يحتفي بالفوج الـ 14 لبرنامج “مركز مصالحة” في دورته الثانية التي استفاد منها 21 نزيلا، مشيرا إلى أن عدد المشاركين في هذا البرنامج بلغ منذ انطلاقه 322 نزيلا، من بينهم 12 نزيلة، حظي أكثر من 66 في المائة منهم بعفو ملكي سامي.
من جانبه، رأى أحمد عبادي أن هذه الدورة استفادت من “رسملة” كل التجارب المحصلة خلال الدورات الـ13 السابقة، وذلك عبر مواكبة وثيقة من باحثين وباحثات في مراكز مختصة، شملت على الخصوص البعد الحقوقي واقترانه بأبعاد الواجبات، ثم البعد المتعلق بفهم الدين، من خلال ترسيخ المفاهيم السليمة والأصيلة في نفوس المستفيدين من هذا البرنامج.
وأضاف أن هذه الدورة “استهدفت كسابقاتها تحقيق ثلاثة أنواع من المصالحة وهي: المصالحة مع الذات من خلال اكتساب كفاءات معرفية وسلوكية تمكن النزلاء من إعادة بناء ذواتهم، والمصالحة مع النص الديني من خلال العودة إلى الفهم الصحيح لروحه المبنية على الاختلاف والتسامح والانفتاح، والمصالحة مع المجتمع”.
وانطلق البرنامج التأهيلي “مصالحة” سنة 2017 ويستهدف السجناء المحكومين نهائيا في قضايا التطرف والإرهاب.
وقد تم الإفراج عن 235 سجينا بينهم 170 نزيلا بموجب عفو ملكي سامي (ضمنهم 10 نزلاء سبق وأن استفادوا من تخفيض مدة العقوبة بموجب عفو ملكي سامي، و04 سجناء استفادوا أيضا من العفو الملكي من الغرامة)، لتصل نسبة الاستفادة من العفو الملكي السامي إلى 66.76 في المائة من مجموع النزلاء المشاركين.
وتشكل مُبادرة المغرب المتمثلة في التأهيل العلمي والمعرفي للمحكوم عليهم في قضايا التطرف والإرهاب؛ فكرة ملهمة لباقي الدول العربي؛ لأنها تنتصر لمفهوم الإنسان، وتعترف بأخطائه، مع إعطائه الفرصة لاستئناف حياته الاجتماعية من جديد.