الأمم المتحدة تحذر المغرب من الجفاف والتغيرات المناخية
حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة المغرب من الجفاف التي حط بكل ثقله على المملكة خلال سنة 2023، مبرزة أن قلة التساقطات تجاوزت مستويات غير مسبوقة وذلك أساسا في النقط الساحلية لشمال المغرب.
نفس الوضع عرفته كل من تونس والجزائر، وجنوب الكاميرون والمرتفعات الإثيوبية وشمال مدغشقر وبلدان زامبيا وشرق أنغولا وجنوب جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأوضحت المنظمة في تقريرها الصادر بداية شتنبر الجاري حول “وضعية التغير المناخي في الدول الإفريقية لسنة 2023″، أن تطرف درجة الحرارة عام 2023 تجاوز متوسط 1991-2020 في جميع أنحاء إفريقيا.
وأضافت أن “تسجيل أعلى درجات حرارة غير طبيعية تمّ في شمال غرب إفريقيا، خاصة في المغرب والأجزاء الساحلية من موريتانيا وشمال غرب الجزائر، لافتاً إلى الدرجة القياسية التاريخية التي بلغتها مدينة أكادير المغربية خلال صيف سنة 2023، والتي وصلت إلى 50.4 درجة مئوية؛ وهو المعطى نفسه تقريبا الذي عرفته تونس حيث وصلت درجات الحرارة إلى 49 درجة، وهي نسبة جد قياسية.
وكشفت التقرير، أن شمال إفريقيا عرف درجة حرارة غير طبيعية عام 2023 مقارنة بالمناطق الإقليمية والإفريقية الأخرى: 0.84 درجة مئوية [0.69 درجة مئوية – 1.00 درجة مئوية] فوق متوسط 1991-2020، و1.68 درجة مئوية [1.52 درجة مئوية – 1.86 درجة مئوية] أعلى من متوسط 1961-1990.
وأبرز التقرير أنه خلال سنة 2023عرفت مالي والمغرب وجمهورية تنزانيا المتحدة وأوغندا، أعلى درجات حرارة مسجَّلة؛ حيث وصل المغرب أعلى درجة حرارة 1.25 درجة مئوية فوق متوسط 1991-2020.
في نفس الوقت، عرفت ناميبيا وجنوب إفريقيا أدنى درجات الحرارة غير الطبيعية، حيث عرفت منطقة الجنوب الإفريقي أدنى درجات الحرارة عام 2023 مقارنة بمتوسط 1991-2020: 0.40 درجة مئوية [0.20 درجة مئوية – 0.58 درجة مئوية].
وحول هطول الأمطار بشكل سنوي فقد كان دون المعدل الطبيعي بمعظم بلدان شمال وشمال غرب إفريقيا، خاصة المغرب والجزائر وتونس وغرب ليبيا، إذ فاق عجز هطول الأمطار 150 ملم، أي أقل 10 بالمائة من الحصة الإجمالية من التساقطات المرصودة خلال فترة 1991-2020.
في حين عرف شمال مصر وشمال شرق ليبيا هطول أمطار أعلى من المتوسط، مع تجاوزات تزيد عن 150 ملم، أي أعلى بنسبة 10 بالمائة من الحصة الإجمالية المسجلة.
ولفت المصدر ذاته إن “شمال غرب إفريقيا يواجه عجزا كبيرا في هطول الأمطار يؤثر على موارد المياه فيه”، موضحا أن “سد المسيرة، وهو ثاني أكبر سد في المغرب بعد سد الوحدة، الذي تبلغ طاقته التخزينية أكثر من 2.65 مليار متر مكعب، سجل أدنى مستوى تعبئة له منذ بنائه سنة 1976، بنسبة أقل من 6 بالمائة مقارنة بنحو 99 بالمائة في ماي 2013”.
وأورد المصدر عينه أن “المطر في المغرب خلال موسم الأمطار 2022/2023 كان أقل بنسبة 28 بالمائة من المتوسط، وكانت تلك هي السنة الرابعة على التوالي في تسجيل هطول أمطار أقل بنسبة 20 بالمائة على الأقل من المتوسط، كما كان هذا العام تكريساً لأكثر أربع سنوات جفافا في تاريخ البلد”، مشيرا أن “التساقطات كانت أقل بكثير من المتوسط في الجزء الأول من موسم الأمطار 2023/2024”.
وأوضح التقرير أن وسط إفريقيا عرف ظروف أكثر رطوبة من المعتاد في معظم الأنحاء، إذ تجاوز هطول الأمطار 400 ملم فوق المتوسط في أجزاء كثيرة من جمهورية الكونغو الديمقراطية وأنغولا وشرق جمهورية إفريقيا الوسطى.
وأضاف التقرير أن “شرق إفريقيا عرف ظروفا أخرى، حيث عانى وسط السودان وشمال إثيوبيا وأوغندا من هطول أمطار أقل من المعتاد”.
وذهب تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن جنوب غرب السودان والأجزاء الجنوبية من إثيوبيا والصومال وكينيا وبوروندي ورواندا ومعظم أجزاء جمهورية تنزانيا المتحدة سجلت رطوبة أكثر من المعتاد.