محمد صولة في حوار : مُستقبل المسرح رهين بفهمه للواقع الاجتماعي
حاورت صحيفة أمزان الإلكترونية، الكاتب والمسرحي الدكتور محمد صولة المعروف بإنتاجاته المتنوعة في مجال النقد والرواية والمسرح، لتسليط الضوء على دور المسرح في حياة الناس، خصوصا مع طغيان العالم الرقمي.
فجاء الحوار كالآتي:
1/أول سؤال يتبادر الى ذهن القارئ؛ وهو يقرأ لكم ما أنتجتموه من نصوص ادبية ونقدية؛ كيف وقع الأستاذ محمد صولة في حب القراءة والسفر مع الصديق ذو الجناحين؟
شكرا على السؤال، أعتبر نفسي كأي إنسان مهوس بالكتابة، مرتبط أشد الارتباط بالقراءة، فالكتابة لا يمكنها أن تكون بدون قراءة، وبذلك فهي جزء منها، وقد أقول إني أقرأ كثيرا إلى درجة كبيرة، وأعتبر هذا الفعل من أبرز العناصر في العملية التي تذكي الكتابة، ولعل هذا هو ما حفزني لأنتج كتبا في الشعر، والنقد المسرحي، والسينمائي، والسرد القصصي والروائي، وبهذا وجدتني في حلبة صراع لا تنتهي إلا مع شغف القراءة والكتابة.
2/ متى بدأت أستاذ نشاطك الأدبي؛
بدأت نشاطي الأدبي في السبعينيات من القرن الماضي، حيث كتبت نصوصا وأنا في المرحلة الابتدائية، لكن التجربة ستتطور في الإعدادي والثانوي، فقد كتبت كما أذكر نصوصا في الشعر تغنيت فيها بالوطن، والقضية الفلسطينية، وبالحبيبة، وبالطبيعة على غرار ما كنا نقرؤه في الكتب الدراسية وغيرها، أما مرحلة الجامعة فقد بدأت النشر في الجرائد الوطنية والعربية، وهكذا …
3/ وما هو الحلم أو لنقل الطموح الذي سكن كيانك وأنت تنظر إلى المُستقبل لحظة إبداع أول مُنتج أدبي وإخراجه إلى الوُجود؟
راودني في البداية حلم إصدار ديون شعر، وقد تم بعنوان “اشتعال الدم”، لكنه صدر في نفس اليوم الذي أصدرت فيه سيرواية، وكانت بعنوان “لهاث الذاكرة”، فعلا كان حلما، لكن حدثت متغيرات أساءت إلى الطبع والنشر.
4/ في نظرك أستاذ؛ اليوم في زمن العالم الرقمي وسُهولة الحصول على المَعلومة وآخر فِيلم سِينمائي؛ هل يزال للمَسرح دورٌ في التأثير في حياة الناس؟؛
هذا سؤال يستحق مناظرة من الحجم الكبير، ذلك أن الرقمنة، وسهولة الحصول على المعلومة، والوسائط، والذكاء الاصطناعي، وغير هذا كله، جعل العالم كم يقال قرية صغيرة، بحيث لم تعد هناك حدود للكتابة والنشر والتوزيع، إذ أصبح كل من يملك هذه العناصر يمكنه أن يستخدمها لصالحه، والمسرح كفن لم يعد إبداعا كما كان، بل انفتح على هذه التكنولوجيا، وأصبح يوظفها لغايات مختلفة، الأدب أيضا سيستفيد من هذا في ما يسمى بالنصوص الترابطية، والسينما أيضا، لكن المسألة لم تبقى محافظة على الجوهر، بل استولت عليها جماليات شكلية لا غير.
5/ السؤال السابق يجرنا إلى طرح سؤال أكثر أهمية ألا وهو، كيف يمكن أن نًرجع للمسرح والركح توهًجه في زمن التكنولوجيا؛ رغم الإكراهات العديدة؟؟
إن المسرح الذي يوظف التكنولوجيا، لا بد أن يكون التوظيف في صالح النص وعملية الإخراج، وليس بالضرورة أن تكون الوسائط مخربة للبنية النصية تأليفا، والفنية عرضا، إنها إكراهات خطيرة ومتواترة، وبالتالي لم يعد المسرح كما كان في السابق، بل لا بد من اتخاذه الحذر، ودفعه للبحث في عناصره عن أساليب تتقاطع مع هموم الناس وأوجاعهم الاجتماعية.
/ باختصار؛ أستاذي؛ وبناءا على المُعطيات الحاضرة اليوم؛ كيف تنظرُ إلى مُستقبل المسرحِ في المغرب
أما مُستقبل المسرح فهو رهين بفهمه للواقع الاجتماعي، ووعي الإنسان بما يفعله وهو يعيش حياته العادية، وإذا ربطنا المسرح بما هو تزييني فلكلوري زائل، فلندعه ينتهي باقتضاب، ذلك أن المسرح كفن، فهو خالد ولا يموت، فلننظر إلى التحف الخالدة التي وصلتنا من الإغريق، ومن شتى بقاع البلاد القديمة، كل هذا يدل على أن المسرح له روج جماعية، تتكاتف وتتعاضد كلما كان المجتمع في أبهى قيمه الإنسانية النبيلة.