العري شأن خاص؟ والتستر شأن عام؟
صورة اللاعب المغربي حكيمي مع زوجته في وضع عار أثارت تعاليق مختلفة كثيرة. يهمني منها تلك التعاليق والتدوينات التي دافعت عن تلك الصورة وبعضها بشكل حماسي مبالغ فيه.
بعضهم قال إنه طالما أن اللاعب يلعب بشكل جيد لا يهم ما يصنع. إنها ثقافة “الديوثية” تنتشر بشكل تدريجي في مجتمعنا. قيم الرجولة تموت وتقوم مكانها قيم جديدة باسم الحرية الشخصية.
الرد الوحيد الذي تسمعه من كل مكان، هو أن الأمر شأن خاص. القضية عندي أكبر من هذا؛ أكبر بكثير؛ بكثير جدا. كيف يكون العري شأنا خاصا؛ ويكون التستر شأنا عاما؟ يعني: لماذا يصبح نزع اللباس شأنا شخصيا لا يسمح لك بالتدخل فيه؛ لكن يصبح وضع حجاب على رأس امرأة شأنا عموميا من حقك الخوض فيه؟
الثقافة الغربية اليوم لا تبشر الناس إلا بالعري؛ حتى أصبح التستر جريمة. بل إن مواقع التواصل الاجتماعي نفسها لم تأت إلا بالعري؛ حيث أصبح كل شيء عاريا أمام الجميع ومنكشفا؛ إذ تجاوزنا الصورة العامة التي كنا نعرفها فقط عن طريق الصحافة والإعلام؛ إلى الصورة الحميمة التي تخرج من غرفة النوم مباشرة؛ أو من جلسة حميمة؛ حتى وصلنا في المغرب إلى ما يسمى الروتين اليومي. الصور التي تنتشر اليوم باسم الحرية الشخصية هي نفس الصور التي كانت توجد في أفلام الجنس البورنوغرافي قبل أربعة عقود.
من يدافع عن هذا العري عليه أن يتذكر جيدا بأن أفلام الجنس بدأت محتشمة ونصف عارية. إنها الجدة الكبرى لفتاة اليوم.
مواقع التواصل الاجتماعي نفسها لم تأت إلا بالعري؛ حيث أصبح كل شيء عاريا أمام الجميع ومنكشفا
هذا صحيح في شق منه
فمما أصبح عاريا أيضا الأفكار