يتابعون بتبديد واختلاس أموال مؤسسة “روح فاس“ المقدرة بالملايير!
في قرار مفاجئ، يعود مهرجان الموسيقى الروحية الذي ينظم بفاس، تحت الرعاية الملكية، ويحظى بافتتاح أميري، رغم الفضائح المالية والإدارية المرتبطة به، واستمرار محاكمة منظميه أمام قسم جرائم الأموال بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بفاس.
وستنطلق دورة 2022 لمهرجان الموسيقى العريقة يوم الخميس المقبل، أي بعد تسعة أيام من انعقاد آخر جلسةِ محاكمةٍ لمنظميه في 31 ماي الماضي، وتأجلت لإجراء المسطرة الغيابية في حق المتهم (م.ف) إلى غاية 21 يونيو الجاري، أي بعد تسعة أيام من اختتامه.
وفي الوقت الذي كان يُتوقع أن يحتجب مهرجان الموسيقى الروحية بفاس، بسبب الاختلالات المالية والخروقات الإدارية التي يشتبه تورط منظميه فيها، شرعت مؤسسة روح فاس، في توجيه دعواتها إلى فنانين عرب وأجانب، وإجراء الاتصالات مع الشركات التي تقدم خدماتها لها، دون أن تعلنَ طلبات العروض، على اعتبار أنها مؤسسة شبه عمومية، لكنها تكتفي فقط بإجراء المسطرة الخاصة بسندات الطلب، بالبجث عن العروض المنافسة، والاحتفاظ بالأقل من حيث العرض المالي.
وطالت محاكمة المتهمين بالتورط في اختلالات مؤسسة “روح فاس” التي تنظم مهرجان الموسيقى الروحية، أزيد من سنة، بعد تعيين أول جلسة في 26 فبراير 2021، وجرى تأجيلها أزيد من 15 مرة، وتعذر تجهيز الملف لبدء المرافعة فيه، قبل إدخاله إلى المداولة للنطق بالحكم فيه لأسباب عدة، منها تخلف متهمين وشهود عن الحضور.
وتفجر ملف مؤسسة روح فاس، التي تنظم مهرجان الموسيقى الروحية، بناء على الشكاية التي كان وضعها حسن سليغوة المستشار البرلماني السابق، والمحامي عبد الحميد بن مخلوف ومحمد العموري، بصفتهم أعضاء سابقين في المؤسسة، يتهمون فيها المدير الحالي للمهرجان بالتورط في اختلالات مالية خطيرة شابت ميزانية المهرجان.
ويتابع المتهمون الـ 14، في حالة سراح، بكفالات مالية متفاوتة بأمر من قاضي التحقيق، من أجل “اختلاس وتبديد أموال عامة والتزوير في محررات عرفية وأخذ منفعة من مشروع يتولى إدارته”، على رأسهم عبد الرفيع الزويتن، المدير العام السابق للمكتب الوطني للسياحة والرئيس الحالي لمؤسسة “روح فاس”.
ويُتهم الزويتن وفق وثائق الملف، بجنايات ثقيلة، منها كراء طائرة خاصة بـ 50 مليون سنتيما نقلته بمعية نجلته من فاس إلى ميلانو الإيطالية، وأدى المبلغ بـ “الأورو”، فيما صرف الباقي على بعض ضيوف المهرجان من الشخصيات العالمية والمغربية، فيما همت باقي التهم تزويره محاضر وتواصيل وصفقات تخص المهرجان.
ويوجد ضمن المتهمين أيضا فوزي الصقلي، المدير العام السابق للجمعية منظمة مهرجان الموسيقى العالمية العريقة، على عهد رئيسها ومؤسسها محمد القباج. ونسبت له تهمة تبديد مبلغ 300 مليون سنتيما، وتشغيله ابنته بدون مباراة كمهندسة بالمؤسسة، وحظيت بمرتب سمين.
ويتهم في الملف أيضا محمد إيشوا الوزاني، المسؤول المالي للمؤسسة، المتابع من أجل واقعة اختفاء مبلغ 320 مليون سنتيما، وعبد القادر الوزاني المسؤول الإداري، المتهم باختلاس وتبديد 250 مليون سنتيما، بحسب ما كشفته نتائج الخبرة المحاسباتية، التي سبق للنيابة العامة أن توصلت بها من خبير معتمد لدى محاكم فاس، قبل أن تعتمدها في تحريك الدعوى العمومية ضد المشتبه فيهم الـ 14.
ومن بين باقي المتهمين، يوجد مسيرو شركات قدمت خدمات لمؤسسة “روح فاس” على عهد رئيسيها المديرين العامين عبد الرفيع زويتن وقبله محمد القباج، ويتعلق الأمر بمؤسسات بنكية وأخرى للطيران والخدمات الفندقية وممولون للحفلات، إضافة إلى شركة بالدار البيضاء متخصصة في مجال التواصل، وشركة حظيت على ه بصفقة تسيير الموقع الإلكتروني للمهرجان، إضافة إلى مسؤولي شركات تعاقدت مع المؤسسة على عهد مديرها العام السابق فوزي الصقلي، منها شركة لبيع معدات ولوازم المكتب، وشركة للمحروقات، وشركات متخصصة في التدبير الإداري وتنمية المشاريع وجلب المستشهرين والممونين، إضافة لشركات متخصصة في الديكور وهندسة منصات المهرجان.
أما المتهم الرئيسي، فهو إدريس فصيح، صاحب أكبر المجموعات الفندقية والرياضات السياحية ووكالات للأسفار، المتابع بتهمة اختلاس وتبديد مبلغ ضخم حدد في أزيد من 960 مليون سنتيما.
وينتظر أن تستأنف الهيأة القضائية المكلفة بقسم جرئم الأموال بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بفاس محكامتهم يوم 21 يونيو الجاري، بإتمام المرافقة قبل حجز الملف للمداولة والنطق بالأحكام فيه.