هكذا ساهم مركز علمي باعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء
لعب مركز القدس للشؤون العامة الإسرائيلي، دورا مركزيا في دفع إسرائيل إلى الاعتراف بمغربية الصحراء في 17 يوليوز الجاري.
فمن خلال التقرير الذي نشره على موقعه الالكتروني، في 15 يونيو الماضي، استطاع المركز العلمي، إقناع إسرائيل بجدوى الاعتراف بمغربية الصحراء، والمكاسب الكبيرة التي يمكن لإسرائيل أن تجنيها من خلال التحالف مع المغرب، في عدة قضايا.
وتجلى دور المركز العلمي، في التأكيد، بناءا على معطيات تاريخية صريحة، تضمنها التقرير، على أن الصحراء جزء لا يتجزأ من التراب المغربي، كونها تعود إلى سلالة المرابطين في القرن الحادي عشر.
كما حذر المركز إسرائيل من خطورة التمدد الإيراني في المنطقة، كونها تقدم الدعم العسكري لفلول جبهة البوليساريو، لتقوية نفوذها في بلدان جنوب الصحراء الكبرى.
وضمن المركز في تقريره العلمي، عدة معطيات تحذر من تهديد حزب الله الذي له يد في غرب افريقيا، كما يدرب عناصر البوليساريو، هي إذن، معطيات أسعفت في اقتناع إسرائيل بضرورة الإسراع في الاعتراف بمغربية الصحراء بالنظر إلى وجود خطر اتساع الراديكالية الإيرانية في المنطقة وخارجها.
وبتسليط المركز الضوء، على مكانة المغرب وما يمكن أن يلعبه من دور في الأمن الغذائي العالمي، نجح في التسريع باعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء، باعتباره مركزا علميا مشهود له بالكفاءة.
كما لعب المركز دورا رياديا في تعريف إسرائيل بإمكانات المغرب الطبيعية، وما يمكن أن يشكله على الصعيد العالمي، في وقت يشكو العالم من تحديات كبيرة على مستويات عدة.
واستطاع المركز تبيان أهمية التعجيل بالاعتراف بمغربية الصحراء، من أجل الاستقرار الإقليمي والعالمي.
وعدد المركز مجموعة من الأسباب التي تفرض على إسرائيل الاعتراف بمغربية الصحراء، فورا، من قبيل الحدود الطويلة التي تشاركها دولة المغرب مع جارتها الشرقية الجزائر، حليفة إيران في المنطقة، والتي تهدد المغرب عسكريا، من خلال دعم الحركة الانفصالية لجبهة البوليساريو التي ليست إلا دمية تابعة للجزائر تساعد في تعزيز نفوذ إيران.
وانطلق دور المركز في لفت انتباه إسرائيل إلى ما يشكله النظام الإيراني من خطر في المنطقة، من خلال تزويد البوليساريو بصواريخ مضادة للطائرات وطائرات بدون طيار من خلال الجزائر وحزب الله، موضحا أنه بالاشتراك مع الحرس الثوري الإيراني، يقوم حزب الله بتدريب مقاتلي البوليساريو الذين يقدمون غطاء للتنظيمات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل.
وكشف المركز أن المغرب مؤهل كي يلعب دورا محوريا في تحقيق الأمن الغذائي العالمي، من خلال تأمينه احتياجات العالم من السماد الذي يعد المكون الرئيسي للزراعة.
وتمكن المركز من تحديد إيجابيات الاعتراف بمغربية الصحراء، من خلال ما يمكن للمغرب أن يلعبه من دور في تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية في شمال إفريقيا، والمنطقة، عموما، فضلا عن أنه سيضعف الحركات الإرهابية والمد الانفصالي، وأيضا التغلغل الإيراني في منطقة غرب إفريقيا.
من جهة أخرى، سبق أن قال مدير المركز ياشييل ليتير، في تصريح للصحافة، أن الاعتراف الإسرائيلي بسيادة المغرب على صحرائه، سيعزز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين ويزيد منسوب الثقة، باعتبارها عنصرا هاما للغاية لتطوير العلاقات التي تعد نموذجية وتتطور بسلاسة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية وغيرها.
وتحدث المركز أن هذا الاعتراف سيفتح مختلف الفرص والإمكانيات لتطوير العلاقات بين البلدين، والمدعوة لتصبح أكثر كثافة ونشاطا في مجالات الاستثمارات والمبادلات التجارية ونقل التكنولوجيا، وكذلك التعاون الثلاثي مع البلدان الإفريقية خصوصا في مجال التنمية البشرية.
وطبع المغرب علاقاته الدبلوماسية، مع إسرائيل في ديسمبر 2020، وعلى إثر ذلك ازدادت زيارات فعاليات سياسية وثقافية للمغرب، كما زادت نسبة عدد السياح بشكل ملفت هذه السنة.
وفي 17 يوليوز الجاري تلقى الملك محمد السادس، رسالة من بنيامين نتانياهو، الوزير الأول لدولة إسرائيل، ترفع إلى علمه قرار دولة إسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي صحرائه.