الأوقاف تكشف خطتها تعميق المعرفة الدينية للمواطنين

كشفت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية استراتيجيتها المستقبلية الهادفة إلى رقمنة العمل الدعوي، مؤكدة أن هذا التوجه يصبو إلى مواكبة التحولات المتسارعة التي يشهدها العصر وتعزيز التواصل الفعال مع المواطنين، مع تركيز خاص على فئة الشباب التي تشكل النسبة الأكبر من متابعي منصاتها.

وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي الوزارة لتوظيف الوسائط التكنولوجية الحديثة والمنصات الرقمية الرسمية التابعة لها وللمجالس العلمية، بما يسهم في تأطير المواطنين وفق الثوابت الدينية والوطنية للمملكة.

في هذا الإطار، أوضحت الوزارة، في معرض ردها على سؤال كتابي طرحه المستشار خالد السطي حول رقمنة العمل الدعوي، أنها تدير بشكل مباشر عشر منصات للتواصل الاجتماعي تحظى بمتابعة واسعة على الصعيدين الوطني والدولي، بهدف تعزيز مكانة الخطاب الديني الوسطي المعتدل.

ونجحت هذه المنصات إلى حد كبير في تأطير المواطنين،  حيث تسجل معدل زيارات شهرية يناهز 1.8 مليون زيارة، يشكل الشباب ما نسبته 70 بالمئة منها. وانطلاقا من هذا النجاح، تم تعزيز الحضور الرقمي للوزارة منذ عام 2005 من خل بث خطب الجمعة والدروس الوعظية والبرامج التوجيهية، ليصل مجموع المحتويات الرقمية المفهرسة إلى ما يزيد عن مائتي ألف محتوى.

وبخصوص تطوير خدماتها الرقمية، أشار رد الوزارة إلى إطلاق سنة 2022 منصة إلكترونية متطورة خاصة بالحديث النبوي الشريف، تضم أكثر من اثني عشر ألف حديث، مدعومة بخدمة تفاعلية للإجابة على استفسارات المواطنين التي تجاوز عددها 3500 سؤال، وقد حظيت المنصة بتقييم مرتفع بلغ 4.8 من 5 على متجر ،  “Play Store”. كما أعلنت الوزارة أنها تستعد لإطلاق منصة رقمية متكاملة خاصة بالقرآن الكريم وعلومه، في خطوة تهدف إلى تعميق المعرفة الدينية لدى الجمهور.

ووفقا لنفس النهج،  تعمل الوزارة على تنزيل برنامج تكويني رقمي متخصص لفائدة ما يزيد عن 3900 إمام مرشد ومرشدة. ويهدف هذا البرنامج إلى تمكينهم من مواكبة التحولات الرقمية وتزويدهم بالمهارات اللازمة لإنتاج محتوى ديني تفاعلي متميز يستهدف مختلف الفئات العمرية، وبشكل خاص فئة الشباب، عبر اعتماد أحدث الآليات التدبيرية والتواصلية المتبعة في المجتمعات الرقمية.

كما وسعت الوزارة من نطاق محتواها المعرفي لتضع رهن إشارة العموم كتبا ومجلات ودراسات علمية، بما في ذلك أعداد مجلة “دعوة الحق”، وخصصت نافذة إلكترونية لتلقي ترشيحات البحوث العلمية ونشرها.

وقد عملت الوزارة على طبع “المصحف المحمدي” المرتب حسب الأرباع، والمزود برموز QR التي تتيح للمستخدمين الاستماع للتلاوة والاطلاع على التفسير والترجمة إلى اللغة الفرنسية.

وأكدت الوزارة أن هذه الجهود تأتي إيمانا منها بأن الخطاب الديني الرقمي يعد رافعة أساسية لترسيخ القيم الإسلامية السمحة وتعزيز حضور الدين في الحياة المعاصرة، مشددة على عزمها مواصلة هذا النهج في انسجام تام مع الثوابت الدينية والوطنية للمملكة.

قد يعجبك أيضا
اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.