أشبال المغرب أبطال العالم!
لم يكن مساء الأحد عاديا في المغرب، بل كان موعدا مع التاريخ، مع لحظة تكتب بماء الذهب في سجل الكرة الوطنية. فبينما كانت أنظار العالم متجهة نحو مدينة سانتياغو، كان ملايين المغاربة يعيشون نبضا واحدا، ينتظرون صافرة النهاية التي أعلنت عن فوز أشبال المغرب ببطولة العالم لكرة القدم.
انفجرت الشوارع بالزغاريد والهتافات، ارتفعت الأعلام الحمراء تتوسطها النجمة الخضراء، وتعانقت الأصوات من الدار البيضاء إلى وجدة، ومن فاس إلى الداخلة، في مشهد وحد الوطن على إيقاع الفخر والدموع. الأطفال يركضون بأقمصة المنتخب، الشيوخ يبتسمون بعينين دامعتين، والنساء يصفقن من النوافذ مرددات: “ديما مغرب!”
لقد فعلها الجيل الجديد، جيل ولد من رحم الحلم، وترعرع على الإصرار والعزيمة.
في سانتياغو، لم يكن النصر صدفة، بل ثمرة عمل طويل، وتخطيط محكم، وإيمان بأن لا مستحيل مع الإرادة.
أشبال الأطلس أبانوا عن روح قتالية عالية، وأداء راق جمع بين المهارة والانضباط، وبين الشجاعة والمتعة. كل تمريرة كانت تحمل توقيع وطن، وكل هدف كان وعدا بمستقبل مشرق للكرة المغربية.
في لحظة التتويج، عندما رفع قائد المنتخب الكأس عاليا، كان الشعور واحدا في كل بيت مغربي:
إنها لحظة انتماء وفخر، لحظة تثبت أن المغرب لم يعد فقط بلد التاريخ والحضارة، بل بلد الإنجاز والمجد الرياضي أيضا.
ومن بين أصوات المعلقين وهتافات الجماهير، كانت الرسالة واضحة:
أن الاستثمار في الشباب هو الطريق نحو العظمة، وأن الحلم المغربي لم يعد مجرد شعار، بل واقع يتحقق بخطى واثقة.
هذا الفوز لا يعني فقط ذهبية المونديال، بل هو تأكيد على أن الكرة المغربية تعيش نهضة حقيقية، وأن مدارس التكوين المغربية باتت قادرة على إنجاب أبطال يصنعون الفارق على الساحة العالمية.
وفي قلب هذه الفرحة، شعر كل مغربي – في الداخل أو المهجر – بأنه جزء من هذا الإنجاز، بأن الراية التي رفرفت في سانتياغو تمثل قلبه هو أيضا.
لقد التقت الدموع بالابتسامات، والحنين بالحلم، في مشهد وطني نادر جمع كل الأجيال حول فخر واحد:
أشبال المغرب أبطال العالم!