سطو الجزائر على القفطان المغربي يصل اليونسكو
غداة محاولتها السطو على القفطان المغربي، وإدراجه بشكل مُتعمد في تراثها اللامادي، سارعت وزارة الثقافة المغربية الخطى، لتقديم “شكوى” ضد الجزائر، إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بعد أن عمدت قبل أيام بإدراج ملف بعنوان “الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير” على قائمة التراث العالمي غير المادي لليونسكو، تضمن صورة قفطان مغربي في ترشيحها لتضمين “غندورة” و “مليحفة” (تقليدية).
وذكرت مصادر، أن الوزارة المغربية تواصلت مع تمثيل اليونسكو في الرباط لسلك الخطوات الضرورية، في إجراءات الشكوى أمام لجنة التقييم التابعة لليونسكو (التي ستدرس ترشيح الجزائر في عام 2024.
وكانت وزارة الثقافة قد قامت رسميا قبل شهرين بتقديم ملف إدراج القفطان المغربي بكل أنواعه ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي، لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) من أجل تسجيله عام 2025.
ويعتبر احتجاج المغرب مرتبط بإحدى الصور التي قدمها الجانب الجزائري في ترشيحه، والتي تصور قفطان أسود من المخمل (سترة طويلة) بتطريز الأزهار باللون الذهبي، على غرار “نداء” المعروفة ” قفطان “، وهو لباس تقليدي نموذجي لفاس (وسط المغرب).
وكان المغرب قد قدم قبل شهر ترشيحه لتسجيل القفطان على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، والتي سيتم فحصه في عام 2025.
وعلى نفس المنوال، أعربت عالمة الاجتماع المغربية سمية نعمان غيسوس عن أسفها في مقال منشور على تبادل الشتائم بين المغاربة والجزائريين على شبكة الإنترنت، بسبب هذا الجدل أثناء الدفاع عن أصل القفطان المغربي.
وتفاعلا مع الحدث؛ أطلق ناشطون فايسبوكيون الخميس الماضي، عريضة يرومون من خلالها شجب محاولات الجزائر استخدام صورة ل”القفطان النطع الفاسي” من أجل تضمينه لتراثها المادي لدى اليونسكو، وطالبوا بسحبها والدفاع عن التراث المغربي من محاولات السطو والسرقة التي تستهدفه.
فيما اعتبرت تقارير إعلامية، أن الجزائر اعتمدت أساليب تدليسية من أجل السطو على القفطان المغربي، في الوقت الذي قدمت البعثة المغربية كل الدلائل الواضحة التي تؤكد أن الجزائر لا تملك القفطان.
والملفت للانتباه، أن اليونسكو تعطي كل دولة الحق كل سنتين في تسجيل عنصر في التراث اللامادي، وكان المغرب قد قام عام2021 بتسجيل التبوريدة، وسيتم تسجيل الملحون هذه السنة، كما سيتم تسجيل القفطان المغربي عام 2025.
وجدير بالذكر أن ظهور القفطان في المغرب كان في القرن الثاني عشر مع الموحدين، فيما ترجح مصادر أخرى، أنه كان في القرن الثالث عشر مع المرينيين، ولا علاقة له بالقفطان العثماني.
وفي المغرب، يعتبر القفطان اللباس المفضل في مختلف المناسبات والاحتفالات الاجتماعية والعائلية والدينية.
وفي السنوات الأخيرة، أدخل صانعو الملابس والمصممون المغاربة أشكال عصرية تماشيا مع الموضة في الثوب التقليدي.
وفي الآونة الأخيرة، أثار الثوب جدلا ولغطا كبيرا على شبكات التواصل الاجتماعي بين مختلف المؤثرين من كلا البلدين حول “أُبُوَّة” الثوب.