Warning: call_user_func_array() expects parameter 1 to be a valid callback, function 'coliseum_easy_horst_heating' not found or invalid function name in /home/amazkpry/public_html/wp-includes/class-wp-hook.php on line 308

المغرب “يحتفي” برمزية طريق الوحدة

في واحدة من الذكريات الغالية على القلوب، يُخلد الشعب المغربي ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير، الجمعة، الذكرى السابعة والستين لإعطاء انطلاقة أشغال بناء طريق الوحدة، المشروع الوطني الكبير الذي يتوخى ربط شمال المملكة بجنوبها، ويعتبر ملحمة تاريخية بارزة تجسد تعاون وتضامن الشعب المغربي لبناء مغرب حر ومستقل

ويعد المغفور له محمد الخامس بطل التحرير والاستقلال، إذ بعد عودته إلى أرض الوطن، نادى الشباب المغربي بكلمات حماسية قوية لاستنهاض الهمم، وبث الروح المعنوية في نفوسهم، من أجل التكتل في سبيل بناء مغرب جديد لكل أبنائه البررة.

وبذل المغفور له مجهودات كبيرة في مجال التجهيزات الطرقية لتسهيل عملية النقل بين مختلف المدن، مغيرا بذلك النمط الذي كان قد أرساه المستعمر.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء،  أوضحت النائبة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتاونات كنزة علالي أنه “وعيا من جلالة المغفور له بمشكل ندرة وقلة الموارد التي يتوفر عليها المغرب غداة الاستقلال استطاع أن يدبر هذا الأمر ببراعة كبيرة من خلال العمل على فكرة التطوع”، وأشارت إلى أن “فكرة التطوع حاضرة في الثقافة المغربية والتاريخ الإنساني المغربي، وتعتبر من أهم تيماته التاريخية”، لافتة إلى المثال الشهير المتعلق بفاطمة الفهرية التي تبرعت بمالها الخاص لبناء جامع القرويين الذي درس فيه الطلاب من كل بقاع العالم وليس المغرب فقط.

وأضافت النائبة الإقليمية للمقاومة بأن “أزيد من 12 ألف شاب مغربي شاركوا في بناء طريق الوحدة، وبجانبهم جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، الذي كان آنذاك وليا للعهد، ولم يمنعه ارتفاع درجات الحرارة والجبال الوعرة من المشاركة في بناء هذا الطريق، معطيا بذلك القدوة والمثال للشباب”

وقد تجند لهذا المشروع 4000 شاب في كل شهر طيلة الأشهر الثلاثة للفترة الصيفية، وتلقوا بالمناسبة دروسا تربوية وتداريب ميدانية وعسكرية، وذلك تجسيدا لفكرة التجنيد والخدمة المدنية لبناء المغرب الحر المستقل.

وصباح يوم الجمعة 5 يوليوز 1957 أعطى المغفور له محمد الخامس انطلاقة الورش الوطني لطريق الوحدة، متابعا ذلك على متن سيارة “جيب” الورش الكبير، كما أدى رحمه الله صلاة الجمعة بايكاون.

وأكدت علالي أن “هذه الذكرى ترمز إلى قيم التبرع ونكران الذات من أجل بناء وتحديث الوطن”، مذكرة بأن الشباب المغاربة توافدوا من جميع جهات المملكة استجابة لدعوة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه.

في مستهل شهر أكتوبر 1957 كان المغرب على موعد مع الحدث التاريخي المبشر بانتهاء أشغال طريق الوحدة، التي تكللت بخطاب المغفور له محمد الخامس في حفل استعراض متطوعي طريق الوحدة، حيث خاطب جمهور المتطوعين بقوله طيب الله ثراه: “لكم يطفح قلبنا سرورا وابتهاجا ونحن نجتمع بكم اليوم، وقد تكللت أعمالكم ولله الحمد بالنجاح وبرزت للعيان نتائج جهودكم وأشهدتم العالم على أن أبناء المغرب إذا تحملوا مسؤولية قاموا بها خير قيام، وإذا اتجهت همتهم إلى غاية مهما عظمت وعسرت فلا بد أنهم بالغوها”.

وأضاف الملك الراحل مُعتزا بهذا الإنجاز الكبير “بفضل هذه الطريق المباركة تضاعفت وسائل الاتصال بين الشمال والجنوب، وتم التوحيد بينهما على صورة أكمل، ذلك التوحيد الذي طالما كافحنا من أجله وتحرقنا شوقا إلى استرجاعه. وأي دليل أقوى على تعلق المغاربة بوحدتهم من هذه المشاركة في أعمال المتطوعين التي قام بها سكان هذه المناطق بحماسة وإيمان”.

قد يعجبك أيضا
اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.