بعد الزوبعة التي أثارتها أسماء غلالو، عمدة مدينة الرباط، حول وجود عدد كبير من الموظفين الأشباح بالجماعة، كشفت مصادر مطلعة، أن لأحد نوابها ثلاثة إخوة موظفون أشباح، يتقاضون أجورا شهرية، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء الحضور إلى مقر عملهم، ما يجعلهم يُصنفون ضمن لائحة الموظفين الأشباح الذين فضحتهم العمدة.
وأوضحت المصادر، أن الأمر يتعلق بحسن تاتو، النائب التاسع للعمدة، المنتمي لحزب التجمع الوطني، مشيرة إلى أنه ظل عضوا في الجماعة منذ 1992، وعمل على مدى سنوات على إخوته الثلاثة في مجلس مدينة الرباط والمقاطعات التابعة له، ليتحولوا بعد ذلك إلى موظفين أشباح يتقاضون أجورهم دون حضور.
وأكدت المصادر نفسها، أن الأشقاء الثلاثة للنائب المذكور، سبق أن استفادوا من شقق سكنية بحي النهضة، في إقامة مخصصة لموظفي وموظفات الجماعة، والتي جرى تشييدها في عهد عمر البحراوي، العمدة السابق للعاصمة بين 2003 و2009.
وأفادت المصادر نفسها، أن أحد إخوة نائب عمدة الرباط، لم يسبق أن حضر إلى البلدية إطلاقا، وهو غير معروف في أوساط الموظفين، فضلا عن تضارب الآراء بشأن وضعه الصحي.
وتشير المعطيات إلى أن الأخ الثاني للنائب المذكور، سبق أن شغل منصب رئيس مصلحة تصحيح الإمضاء بمقاطعة اليوسفية، غير أن حزب العدالة والتنمية سحب منه التفويض سنة 2015 وسيارة الخدمة، ومنذ تلك السنة إلى اليوم لا يشغل أي مهمة وفق المصادر نفسها.
وأضافت المصادر، أن للنائب المذكور أخت تتقاضى هي الأخرى أجرتها كموظف شبح داخل مجلس المدينة، مؤكدة أنها غير معروفة لدى الموظفين، ولم يسبق لها أن حضرت إلى جماعة الرباط.
وفي اتصالها معه، نفى حسن تاتو نائب عمدة الرباط لجريدة “أمَزان24″، أن يكون إخوته الثلاثة موظفون أشباح، دون أن ينفي أنهم موظفون في جماعة الرباط، مؤكدا أنهم يحضرون ويزاولون عملهم، ولديه الأدلة والصور التي تثبت ذلك، وأن الجهة التي تروّج ضده هذه المعطيات، تريد تصفية حسابات سياسية معه.
وأضاف تاتوا أن هذه “الاتهامات صادرة عن خصوم سياسيين لحزب التجمع الوطني للأحرار ولعمدة المدينة، مشيرا إلى أنها “ماضية في كشف لائحة الأشباح التي كنا أول المطالبين بإيقافها، ومن ثبت أنه موظف شبح لن نتسامح معه حتى لو كان أخي أو أختي”.
وأشار إلى أن شقيقه يوسف يشتغل ليل نهار ضمن القسم التقني ومكلف بمتابعة الأشغال البلدية، وأن لديه حجج وصور إلى جانب العمدة في عديد من الخرجات، بينما أخوه فؤاد يشتغل ضمن الموارد البشرية للجماعة، ودائم الحضور، فيما أخته سعيدة وُظفت خلال مباراة أعلنتها وزارة الداخلية، ولم يتم توظيفها من طرف مجلس المدينة، وأنها دائمة المواظبة على الحضور إلى عملها ضمن قسم الأرشيف، ونتيجته أصيبت بمرض الربو، وهي من ضحايا موظفي الأرشيف، ورغم ذلك تواصل عملها إلى اليوم بالقسم نفسه.
وكانت عمدة الرباط، كشفت خلال لقاء تلفزي على القناة الثانية، أن عدد الموظفين الأشباح بجماعة الرباط بلغ ما يناهز 2400 موظف وموظفة، يتقاضون أجورهم دون أن يقدموا أي خدمة بالمقابل، مفيدة أن عدد الموظفين المشتغلين هم ألف موظف وموظفة.